قال شيخ الإسلام رحمه الله: "قالوا: وقال أشعياء النبي -والمراد مكة شرفها الله تعالى: (سيري واهتزي أيتها العاقر التي لم تلدي، وانطقي بالتسبيح، وافرحي إذ لم تحبلي؛ فإن أهلك يكونون أكثر من أهلي)، يعني بأهله بيت المقدس، ويعني بالعاقر مكة شرفها الله؛ لأنها لم تلد قبل نبينا عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز أن يريد بالعاقر بيت المقدس ؛ لأنه بيت للأنبياء ومعدن للوحي؛ فلم تزل تلك البقعة ولادة".
يقول: هما مدينتان في العالم: مدينة قد ولدت، ومدينة لم تلد بعد -وذلك في أيام أشعياء- فالتي قد ولدت هي بيت المقدس؛ فإن لها كثيراً من الأولاد (الأنبياء)، والتي ما تزال عاقراً هي مكة ؛ لأن فيها رسولاً واحداً لم يخرج بعد.
فيقول: (سيري واهتزي أيتها العاقر التي لم تلدي، وانطقي بالتسبيح، وافرحي إذ لم تحبلي؛ فإن أهلك يكونون أكثر من أهلي)، أي: إذا خرج هذا المولود وظهر هذا النبي منك، فسيكون أتباعه أكثر من أتباع الأنبياء الذين في بيت المقدس .