وصفه بفتح البلاد وخضوع الملوك له صلى الله عليه وسلم
قال شيخ الإسلام: "وقالوا قال داود في مزموره: (لترتاح البوادي وقراها، ولتصر أرض قيدار مروجاً، وليسبح سكان الكهوف، ويهتفوا من قلل الجبال بحمد الرب، ويذيعوا تسابيحه في الجزائر).
قالوا: فلمن البوادي من الأمم سوى أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟! ومن قيدار سوى ابن إسماعيل جد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ومن سكان الكهوف وتلك الجبال سوى العرب؟!" وهم الذين نشروا التسبيح في الجزائر.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "قالوا: وقال: داود في مزمور له: (ويجوز من البحر إلى البحر، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأرض، وبحر أهل الجزائر بين يديه، ويلحس أعداؤه التراب، ويسجد له ملوك الفرس، وتدين له الأمم بالطاعة والانقياد، ويخلص البائس المضطهد ممن هو أقوى منه، وينقذ الضعيف الذي لا ناصر له، ويرأف بالمساكين والضعفاء، ويصلى عليه ويبارك في كل حين).
وهذه الصفات منطبقة على محمد وأمته؛ لا على المسيح".
فمن غير محمد صلى الله عليه وسلم تنطبق عليه هذه الصفات تماماً؟!
والنصارى ينزلون هذه البشائر على المسيح، وهذا لا يمكن أبداً، يقول: "فإن محمداً حاز من البحر الرومي إلى البحر الفارسي" أي أنه بلغ دينه صلى الله عليه وسلم في حياته من بحر الروم إلى بحر الفرس "ومن لدن الأنهار كـسيحون وجيحون إلى منقطع الأرض بـالمغرب، كما قال صلى الله عليه وسلم: {زُويت لي الأرض مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها}"، وملك هذه الأمة يمتد من المشرق إلى المغرب، وليس من الشمال إلى الجنوب، وأكثر امتداد اليابسة هو الامتداد من الشرق إلى الغرب، فيستطيع الإنسان أن يسافر على اليابسة من أقصى شبة جزيرة كوريا إلى غرب أفريقيا، ولن يعترض طريقه في سيره إلا قناة السويس، وهذه الأرض كلها -كما هو معلوم- يرتفع فيها الأذان، ولم تفتح هذه الأرض لأمة غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم.