ويبرهن شيخ الإسلام رحمه الله على أنها أثرية سلفية، أي: مأثورة في كتب السلف والأثر فيقول: "فروى أبو يعلى الموصلي في كتاب التفسير المشهور له عن عبد الله بن سلام -وكان عالماً بالكتاب الأول والكتاب الثاني، إذ كان كتابياً، وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بحسن الخاتمة، ووصية معاذ عند موته؛ وأنه أحد العلماء الأربعة الذين يبتغى العلم عندهم... قال: [[ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم. -الحديث عنه- قلت: ولا جبرائيل ولا ميكائيل؟ قال: يا ابن أخي! أو تدري ما جبرائيل وميكائيل؟! إنما جبريل وميكائيل خلق مسخر مثل الشمس والقمر، وما خلق الله تعالى خلقاً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم]]" قال الشيخ الأرنؤوط : "أخرجه الحاكم في المستدرك (4/568) وصححه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا". هذا الأثر ذكر ابن كثير قريباً منه في تفسيره لقوله تعالى: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا))[الإسراء:70] وأشار إلى الخلاف في هذه المسألة، وكذلك ذكر ابن كثير حديثاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص ولفظه: {ما أكرم على الله يوم القيامة من ابن آدم؟ ...} الحديث، قال: وهو منكر جداً أو غريب جداً.
يقول شيخ الإسلام : "وروى عبد الله في التفسير وغيره عن معمر عن زيد بن أسلم أنه قال: {قالت الملائكة: يا ربنا! جعلت لبني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون، فاجعل لنا الآخرة! قال: وعزتي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان}".