"النوع الثاني: أن يقال: مجموع الناس أفضل من مجموع الملائكة من غير توزيع الأفراد" فهذا الاحتمال العقلي الثاني، ومعناه ألا ننظر إلى الأفراد مطلقاً بل نقول: مجموع الناس من مؤمن وكافر أفضل من مجموع الملائكة.
قال: "وهذا على القول بتفضيل صالحي البشر على الملائكة فيه نظر، لا علم لي بحقيقته" ويبدو لي أن هنا نقصاً أو خطأ مطبعياً، لكن المعنى واضح العبارة، يقول: "فإنا نفضل مجموع القرن الثاني على القرن الثالث، مع علمنا أن كثيراً من أهل القرن الثالث أفضل من كثير من أهل القرن الثاني" أي: القرن الثاني لا شك أنه أفضل؛ لأنهم خير الناس بعد القرن الأول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم} لكن هذا لا يعني أن كل أحد من القرن الثاني أفضل من كل أحد من القرن الثاني، بل لا نشك أن بعض أهل القرن الثالث أفضل من بعض أهل القرن الثالث، كالإمام أحمد والإمام الشافعي، فقد كانا أفضل من بعض العلماء الفضلاء في القرن الذي قبلهم.