ثم ذكر رحمه الله أنهم رسل الله في خلقه وأمره، وسفراؤه بينه وبين خلقه، ينزلون بالأمر من عنده في أقطار العالم، وكذلك يصعدون إليه بالأمر.
أما عن كثرة عددهم فذكر رحمه الله حديث: {
أطت السماوات، وحق لها أن تئط؛ ما فيها موضع أربع أصابع...}، وفي رواية
ابن كثير عن
ابن عساكر في تفسير سورة الصافات عند قوله: ((
وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ))[الصافات:165] قال: {
ما فيها موضع قدم، إلا وملك قائم أو راكع أو ساجد لله تعالى}، وهذا دليل على كثرة الملائكة، وعظمة الخالق استغنائه سبحانه وتعالى بعبادتهم عن عبادة المخلوقين، فالله سبحانه وتعالى في غنى عن عبادة الثقلين بعبادة هؤلاء .. بل بعبادة كل شيء كما ذكر الله سبحانه وتعالى أنه: ((
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا))[الإسراء:44].
والبيت المعمور في السماء الموازي للبيت المعمور في الأرض -وهو الكعبة- يطوف به من الملائكة كل يوم سبعون ألفاً لا يعودون إليه أبداً، فهم أكثر من الناس عدداً واجتهاداً فلا يسأمون ولا يفترون عن عبادة الله سبحانه وتعالى.
يقول: "والقرآن مملوء بذكر الملائكة وأوصافهم ومراتبهم" وهذا ما دلل عليه بآيات كثيرة من أن الله سبحانه وتعالى أكثر من ذكر هؤلاء العباد الصالحين لحكم عظيمة.