وهذه الأركان الخمسة يضاف إليها ركن سادس -كما في حديث جبريل- هو: الإيمان بالقدر، ولم يذكر الإيمان بالقدر فيما ذكرنا من الآيتين في سورتي النساء والبقرة؛ لكنه داخل في الإيمان بالله أي: من جهة أن العلم علمه، والمشيئة مشيئته، والكتابة كتابته، والخلق خلقه، وهذه هي مراتب القدر الأربع: (العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق). والمقصود أن القدر من أصول الإيمان.
ويمكن أن نرجع أصول الدين عند أهل السنة والجماعة إلى أصل واحد، وهو الإيمان بما جاء به الرسول.
فإذا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: آمنت بك رسولاً، وصدقت واتبعت؛ فيكون هذا الرجل قد أعلن إيمانه بأصل الدين الذي يتفرع منه غيره من الأصول، أي أن الإيمان بما جاء به الرسول يعني الدخول في أركان الإيمان كلها؛ لأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وهو أيضاً يعني: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وهو العمل بجميع الطاعات، وترك جميع المحرمات.
إذاً: الدين كله يرجع إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك قال: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} وقال: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد}، والأمر هنا هو الدين، فإذا أقر الإنسان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أقر بالدين جملة.