الشرح:
يعود المصنف رحمه الله ليقرر قول أهل السنة والجماعة وأصول الدين عندهم، فيقول رحمه الله: [وأصول أهل السنة والجماعة تابعة لما جاء به الرسول] أي أن أصول أهل السنة والجماعة مخالفة لما عليه المعتزلة والرافضة وقبلهم الفلاسفة والباطنية وغيرهم من أهل الضلال كما قد بينا ذلك فيها سبق.
إن أصول الدين عند أهل السنة والجماعة تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فليس هناك أصل من أصول الدين لم يأت به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز في مذهب أهل السنة والجماعة أن يأتي أحد بأمر من الأمور من عند نفسه، ويقول: هذا أصل من أصول الدين، ويدعو إليه ويوالي ويعادي فيه، وهذا أمر معلوم قد سبق إيضاحه، وفاعل هذا يسمى: مبتدعاً ضالاً، وقد يكون كافراً، كما هو مقرر.
يقول الشارح: [وأصل الدين: الإيمان بما جاء به الرسول كما تقدم بيان ذلك] -أي: عند قول الإمام الطحاوي رحمه الله: [ونؤمن بالملائكة والنبيين، والكتب المنزلة على المرسلين، ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين].
قال المصنف: [وهذه الأمور من أركان الإيمان، قال تعالى: ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ))[البقرة:285]] إلى أن قال: [فجعل الله سبحانه وتعالى الإيمان هو الإيمان بهذه الجملة، وسمى من آمن بهذه الجملة مؤمنين]؛ كما جعل الكافر من كفر بهذه الجملة؛ بقوله: ((وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا))[النساء:136].