رابعاً: الأئمة هم أولو الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم، وهم الشهداء على الناس، وهم أبواب الله، والسبل إليه، والأدلاء عليه. فأمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهيه، وطاعتهم طاعته، ومعصيتهم معصيته، ووليهم وليه، وعدوهم عدوه، ولا يجوز الرد عليهم، والرد عليهم كالرد على الرسول، والراد على الرسول كالراد على الله تعالى، فيجب التسليم لهم، والانقياد لأمرهم، والأخذ بقولهم".
يقول: "ولذا فـالجعفرية يعتقدون أن الأحكام الشرعية الإلهية لا تستقى إلا من نمير ماء أئمتهم، ولا يصح أخذها إلا منهم، ولا تفرغ ذمة المكلف بالرجوع إلى غيرهم، ولا يطمئن بينه وبين الله تعالى إلى أنه قد أدى ما عليه من التكاليف المفروضة إلا من طريقهم" يعني: أن من تعبد الله بما قال أبو بكر أو عمر، أو بفتوى ابن عباس، أو أحد الأئمة الأربعة؛ فإنه لم يطع الله، ولم يؤد حقه، ولن يقبل الله منه؛ لأن الله لا يقبل إلا من طريق الأئمة.