يقول السالوس: وقال المجلسي : أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم، من الذنوب الصغيرة والكبيرة، عمداً وخطأً ونسياناً، قبل النبوة والإمامة وبعدهما" وهذا إجماع من الإمامية على أن الإمام معصوم من الذنوب صغيرها وكبيرها، عمداً وخطأ ونسياناً قبل الإمامة وبعدها قال: "ولم يخالف في ذلك إلا الصدوق محمد بن بابويه، وشيخه ابن الوليد ؛ فإنهما جوزا الإسهاء من الله تعالى، لا السهو الذي يكون من الشيطان، في غير ما يتعلق بالتبليغ وبيان الأحكام"، وهذا قريب مما نظن نحن في النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله تعالى ينسيه بعض الأمور ليشرع لنا فيها، كما وقع من سهوه في صلاته، فهم يخالفون الإجماع ويقولون: لا يمكن أن يقع السهو من الإمام إلا أن يسهيه الله، والإسهاء من الله غير السهو الذي يكون من الشيطان، وهو إنما يكون أيضاً في غير ما يتعلق بالتبليغ والأحكام، ومثال ذلك: أنه قد ينسى أن يأكل أو يلبس حذاءه، أما التبليغ والدين فلا ينسى أبداً، ولا يسهو فيها أبداً قال السالوس: "وقال الطوسي : "لا يجوز عليهم -أي الأئمة- السهو والنسيان فيما يؤدونه عن الله، فأما غير ذلك فإنه يجوز أن ينسوه، أو يسهوا عنه، ما لم يؤد ذلك إلى الإخلال بكمال العقل. وكيف لا يجوز عليهم ذلك، وهم ينامون ويمرضون، ويغشى عليهم، والنوم سهو، وينسون كثيراً من متصرفاتهم أيضاً، وما جرى لهم فيما مضى من الزمان".
أقول: ولأصحاب الإجماع منهم أن يجيبوا على كلام الطوسي بأنه غير صحيح؛ لأنه وإن كان الإمام ينام؛ لكن روح القدس معه، وروح القدس لا ينام، وبذلك ينقضون كلامه، نعوذ بالله من الضلال!