ويقول السالوس في حاشية أخرى: "ذكر الحلي الملقب عند الجعفرية بالعلامة بأن إنكار الإمامة شر من إنكار النبوة!
حيث قال: الإمامة لطف عام، والنبوة لطف خاص، لإمكان خلو الزمان من نبي حي، بخلاف الإمام، وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص"، أي فيكون أهل السنة كفاراً إذا أنكروا إمامة أئمتهم؛ لأن إنكار الإمامة عندهم أشد من إنكار النبوة،وكون الإمامة لطفاً عاماً مبني على مسألة اللطف عند المعتزلة، وكونه أعم من النبوة يقتضي أن من ينكرها أشد كفراً ممن ينكر النبوة، ومن أدلتهم على ذلك ما نقله صاحب كتاب: سلوني قبل أن تفقدوني من كلام أمير المؤمنين علي لـكميل بن زياد قال: "لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة: إما ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً؛ لئلا تبطل حجج الله وبيناته".
وهذا حق، فلا تخلو الأرض من قائم لله بحجة والحمد لله، فلابد أن يظهر في الأرض من يقيم الحجة، ويجدد الدين، فالعلماء والخلفاء حملة كتاب الله في جميع العصور يقومون لله تعالى بالحجة، فمنذ ظهور الإسلام، إلى أن تهب الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة، وهذا هو المقصود، لكنهم يجعلون هذا وأمثاله دليلاً لهم.
يقول السالوس ناقلاً عن كتاب آخر: "وعقَّب أحد علماء الروافض على كلمة الحلي فقال: نعم ما قال!" بل بئس القول ذلك القول، يقول: "وأضاف: وإلى هذا أشار الصادق بقوله عن منكر الإمامة: "هو شر الثلاثة"، فعنه أنه قال: "الناصبي شر من اليهود، قيل: وكيف ذلك يابن رسول الله؟! فقال: إن اليهودي منع لطف النبوة وهو خاص، والناصبي منع لطف الإمامة وهو عام"، وما دام كلام الحلي مبنياً على كلام جعفر، فهو مقبول لأنه عندهم ثقة مقبول.