لكننا نقول: لا يمكن أن يكون الإمام معصوماً، والواقع يشهد بذلك، فهذا
الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهو الذي يدندنون ليل نهار بذكرى استشهاده، وينوحون عليه كنياحة الجاهلية، مع أننا جميعاً نألم لمقتل
الحسين رضي الله عنه، لكن نعتقد نحن المسلمين أن مقتل
الحسين بن علي ليس أشد ألماً من مقتل أبيه، ولا مقتل أبيه أشد من مقتل
عمر بن الخطاب، ولا مقتل
عمر أشد ألماً من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فلا نعمل هذه المناحات لوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لمقتل
علي، والشاهد هو: أن
الحسين -وهو إمام معصوم- خرج من
المدينة إلى
الكوفة مخدوعاً بكلام
الرافضة، الذين قالوا له: تعال لنبايعك ونحميك، ثم تركوه يلقى عدوه وحده مع أهل بيته، بل بعضهم قاتل مع عدوه، حتى كان ما كان من قتله واستشهاده، فأين قولهم: إنه إمام معصوم، لا يخطئ؟ وإذا كان ما فعله هو عين الصواب المأمور به، المتقرب به إلى الله، فلا يحق لهم أن ينوحوا عليه، ولا يحق لهم أن يتهموا غيرهم بالتقصير؛ لأن ذلك أمر الله الذي أمره به وهو عين الصواب! وإن قالوا: إنه أخطأ وخدع وخرج بغير أمر من الله، فقد أقروا أنه أخطأ، وأنه غير معصوم.