يقول عبد الجبار : " لا خلاف أن المخالفين لنا لا يعدون أحد هذه الأصول، ألا ترى أن خلاف الملاحدة والمعطلة والدهرية والمشبهة قد دخل في التوحيد؟!" الملاحدة هم الذين ينكرون وجود الله، والمعطلة الذين يعطلون صفات الله، والدهرية الذين ينكرون البعث.
أما المشبهة فالمقصود بهم في كلامه أهل السنة ؛ لأنهم يثبتون الصفات؛ يقول: خلاف هؤلاء كلهم يرجع إلى التوحيد، فكأنه يقول: حين نؤصل نحن أصل التوحيد نكون قد رددنا على هؤلاء جميعاً؛ لأن التوحيد عند المعتزلة هو نفي الصفات.
فهو يقول: نحن خالفنا بهذا الأصل -أصل التوحيد- الملاحدة وخالفنا المعطلة .
والمعتزلة تخالف الجهمية وتخالف الباطنية؛ فـ المعتزلة يثبتون الأسماء وينكرون الصفات، والجهمية ينكرون الأسماء والصفات، والباطنية ينكرون ما هو أشد من ذلك، حتى إنهم يقولون: لا نقول: إنه موجود، ولا نقول: إنه غير موجود؛ فـالمعتزلة يخالفونهم؛ لكنهم أيضاً يخالفون أهل السنة والجماعة ؛ لأن أهل السنة يثبتون صفات الله، فمن هذا الباب أصبح موقف المعتزلة المخالف لجميع هذه الطوائف هو التوحيد، وهو الأصل الأول من أصولهم.