الفلاسفة ينفون عن الله أسماءه وصفاته
يقول: [وليس عندهم بمفعول ولا مخلوق ولا مقدور عليه، وينفون عنه سمعه وبصره وسائر صفاته، فهذا إيمانهم بالله].
فهم ينفون عن الله سبحانه وتعالى جميع الصفات، ومنها السمع والبصر، وقد ذكر الشارح رحمه الله هاتين الصفتين لسبب، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))[الشورى:11]، فهاتان الصفتان من أظهر وأجلى الصفات؛ لأن الآية التي ورد فيها نفي المثلية أثبتت هاتين الصفتين.
فقد أنكر الفلاسفة جميع الصفات حتى السمع والبصر، ولذلك قيل: إن الفلاسفة هم أبعد الفرق عن حقيقة الإيمان، وهناك فرق تشاركهم في نفي السمع والبصر والقدرة، وهي: الجهمية، ثم المعتزلة الذين يثبتون الأسماء وينفون الصفات، فيقولون مثلاً: سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، ثم الأشاعرة الذين يثبتون السمع والبصر إثباتاً يختلف عن إثبات أهل السنة، إذاً هناك فرق تشاركهم في نفي السمع والبصر، لكنهم أشد الناس بعداً فيها. وبهذا نعلم أن الفلاسفة كفروا بسبب ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: قولهم: إن العالم قديم.
المسألة الثانية: قولهم: إن الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات.
المسألة الثالثة: إنكارهم للبعث يوم القيامة، إلا البعث الروحاني كما سيأتي.
وهذه المسائل تابعة لما قبلها، فإنكارهم للقدرة والخلق والإرادة والسمع والبصر، كلها متفرعة عن تصورهم أن الله تعالى ليس له وجود حقيقي.