وقع الخلاف بين أهل العلم فيما يأتي به المصلي من الكيفيات التي صحت في التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فبعض العلماء يرى أن المصلي يأتي بجميع الألفاظ مرة واحدة، فيكون قد عمل بجميع الروايات الصحيحة، وقال البعض الآخر: لا يأتي بجميعها -وهو الذي رجحه واختاره
ابن القيم رحمه الله تعالى- بل يستعمل كل رواية صحيحة على حدة؛ فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مرة على رواية
كعب، ومرة على رواية
أبي سعيد، ويتشهد مرة بتشهد
ابن عباس، ومرة بتشهد
ابن مسعود، وبهذا يكون قد أتى بجميع الروايات الصحيحة دون تلفيق أو تركيب، وكما قال الإمام
الشافعي رحمه الله: هذا الاختلاف -في كيفية التشهد والصلاة على النبي- مثل الاختلاف في القراءات. فكما أن للإنسان أن يقرأ بأي قراءة من القراءات المتواترة في القرآن، فكذلك يصح له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ ثبت وورد، ويؤيد ذلك الحديث الذي ورد وهو: {
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن} فإذاً هي مثل القراءة، ولعل في ذلك تيسيراً على هذه الأمة.