ثم قال رحمه الله: "قال
أبو داود : وحدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثني
محمد بن عمرو الكلابي قال: سمعت
وكيعاً يقول: كفر
بشر بن المريسي في صفته هذه، قال: هو في كل شيء! قيل له: وفي قلنسوتك هذه؟! قال: نعم! قيل: وفي جوف حمار؟! قال: نعم!".
بشر بن المريسي من
الجهمية، قال: إن الله في كل مكان، فقال
وكيع -شيخ الإمام
أحمد رضي الله عنهما الإمام المشهور الجليل الثقة-: بهذا الكلام كفر
بشر لأنه قال: (هو في كل شيء)؛ فالمراحيض، والقاذورات، وبطون الجيف تعد أمكنة، فالذين يقولون: إن الله في كل مكان -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- يلزم من وصفهم هذا أنه في هذه الأمكنة، وهم يقولون أمراً لا يقوله مسلم، ولو فطنوا له لما قالوا به لمخالفته للمنقول وأيضاً لمخالفته للمعقول.
ثم قال: "وقال
عبد الله بن المبارك رضي الله عنه: [[
إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية]] فاليهود قالت: عزير ابن الله! وقد ذكر الله ذلك عنهم في القرآن، فنحكي ذلك وننقله عنهم، والنصارى قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، وقالوا: عيسى ابن الله، فننقل ذلك ونحكيه عنهم؛ لكن لا نستطيع أن نحكي كلام
الجهمية عندما يقولون: هو في كل مكان.
يقال: يا
جهم ! أو يا
بشر ! أهو في كل مكان حتى في المراحيض والجيف؟! فيقول: نعم! فلا نستطيع أن نحكي ذلك، ولهذا فإن
أهل السنة يقولون عن
الجهمية : هؤلاء كفار زنادقة؛ لأنهم يقولون في الله قولاً عظيماً.
ولا يستطيع
أهل السنة أن ينقلوا كلامهم؛ لأنه لا يتصوره مسلم ولا يتخيله عاقل أبداً.