المذهب الثاني: أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان، وهو قول بعض المتكلمين، ومال إليه أكثر الصوفية، وغلا فيه بعض الصوفية حتى قالوا: هو عين الموجودات... تعالى الله عما يصفون!
وبهذا يعلم خطر قولهم: إن الله في كل مكان.. فهو نصف الطريق إلى قولهم: هو عين الموجودات.
وقد بنى هؤلاء الذين قالو: (إن الله هو عين الموجودات)، على مقولتهم هذه مقولات من أشنع الكفر وأخبثه؛ فمن ذلك زعمهم أن ما قاله فرعون حين قال: (أنا ربكم الأعلى) كان كلاماً صحيحاً، وزعمهم كذلك أن من عبد الأصنام فعبادته صحيحة..! وكل عاقل يعلم بالاضطرار بطلان هذا القول؛ إذ لو كان الأمر كذلك؛ فلماذا أرسل الله الرسل وأنزل الكتب؟! فالذين يقولون هذا القول كفرتهم جميع الطوائف من معتزلة وأشعرية، فضلاً عن أهل السنة .