كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه الرسالة في زمن كانت فيه أوروبا تعُج بالجهل والظلمات، مرت على أوروبا ستة قرون -على الأقل- لم يكتب فيها كتاب واحد في أي علم من العلوم، وحين كتب شيخ الإسلام هذه الرسالة -بل بعد وفاته ببضعة قرون- كانت الكنيسة البابوية زعيمة العالم النصراني الأوروبي تحكم على العلماء بالحرق أو الإعدام أو السجن؛ لأنهم قالوا بنظريات تخالف نظريات أرسطو ؛ مع أنها ليس فيها مما ذكره شيخ الإسلام هنا إلا النزر القليل، فلا مقارنة ولا نسبة بين ما كتب هنا رحمه الله وبين ما كتبه كوبرنيك مثلاً أو قاله برونو، أو جاليليو ومع ذلك فإن زعامة الدين النصراني -هيئة الكنيسة أو هيئة رجال الدين- قامت بإحراق برونو وسجنت جاليليو ولم تحرقه لأنه أذعن للكنيسة وأعلن تراجعه عن أقواله، ولم تكن العقلية الأوروبية تدرك إلا النزر اليسير مما كتب في هذه الرسالة، وهو كلام يعجب منه كل من اطلع عليه؛ كيف توصلت هذه العقلية الجبارة إلى تقرير هذه الحقائق العجيبة؟!!
بل ما أتى به أينشتاين -وهو من أكبر علماء الطبيعة، وهو الذي فتح مرحلة جديدة من مراحل تطور العلوم البشرية كما يقولون- لا يضاهي ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هنا.