قرأت قريباً قصة أذكرها للاعتبار والاستشهاد على أن في القرآن شفاءً، وذلك أن المرأة التي تدعى
نازك الملائكة -وهي من أكبر رواد الحداثة، بل هي من المؤسسين الأوائل للحداثة في العالم العربي-ذهبت إلى
أمريكا وكانت ملحدة، تقول: كنت ملحدة؛ لا أؤمن بوجود الله ولا بأي دين من الأديان، وفي ذات يوم طلبت مني الجامعة الأمريكية التي أدرس فيها أن أحضر بحثاً عن المرأة العربية، فاضطررت إلى الرجوع إلى القرآن، فوجدت بعض نسخ القرآن على رفوف مكتبة الجامعة فأخذتها، فلما قرأتها انبهرت انبهاراً شديداً.
فتركت ما كانت تدعو إليه، وبدأت حياةً جديدة، ومن ذلك اليوم أسدل الستار على
نازك الملائكة، ولم يعودوا يتحدثون عنها في الملاحق والصحف والأدبيات، ونحن لا نقول: إنها عرفت الهداية كلها وعرفت الحق كله، وإنما خرجت من الإلحاد إلى الإيمان، وشفيت من هذا المرض الخطير بالقرآن.