الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومن مميزات أهل السنة في جميع العصور: أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فلا يمكن أن يوجد عالم من علماء أهل السنة لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، أو لا يدعو إلى الله، وإذا كان هناك عالم لا يحرص على الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن ذلك دليل على أن في تمسكه بالسنة أو ادعائه لها خللاً ونقصاً، وفيه تهمة، ولا يوجد هذا أبداً؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أمر الله به وشرعه، قال الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ))[يوسف:108]، فكيف يكون من أهل السنة -وأهل السنة هم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم -من لا يدعو إلى الله؟!
يرى بعض أهل السنة أن الدعوة إلى الله تكون بتعليم العلم ونشره، وبالتأليف، ويرى بعضهم أن الدعوة إلى الله تكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنزول إلى ميدان الدعوة مباشرة، فهذا شيء تختلف فيه الاجتهادات، لكن لا يوجد -ولن يوجد أبداً- عالم من علماء السنة إلا وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله، ويحرص على إقامة الدين.
أما أهل البدع؛ فيوجد فيهم من يكون لديه من العلم ومن المؤلفات المجلدات الضخام، وهو يرى المنكر ويقره في بيته، وفي من حوله، وفي أقرب الناس إليه، ولا يفعل شيئاً لإنكار ذلك والعياذ بالله! وهذا دليل على فساد اعتقاده، وعلى أنه لا يمثل المنهج الصحيح السوي الذي عليه أهل السنة والجماعة .