معنى الخلاق
الشرح:يذكر المصنف رحمه الله الأدلة على افتراق هذه الأمة واتباعها لمن قبلها من الأمم، ويذكر قول الله تبارك وتعالى: ((فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا))[التوبة:69]، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلام أوسع من هذا في تفسير الآية بين فيه أن الشبهات والشهوات مصدر الشر.
يقول المصنف رحمه الله: [الخلاق: النصيب]، واستدل على ذلك بآية البقرة التي توضح آية التوبة، وهي قوله تعالى: ((وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ))[البقرة:200] أي: وما له في الآخرة من حظ، ومن المعلوم أن المؤمن الموحد له في الآخرة خلاق، وإن كان بعد أن يعذَّب؛ لأنه قد يعذب في النار ما شاء الله إن لم يُعف عنه، وإن لم يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره؛ لكن مصيره إلى الجنة في النهاية، أما الذي ليس له في الآخرة من خلاق، فهو الكافر، كما قال تعالى: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ))[هود:16]، وهم الكفار، الذين ليس لهم إلا النار، ولا يمكن أن يكون ذلك للمؤمنين الموحدين أبداً.