ورد في الغلام الذي قتله الخضر عَلَيْهِ السَّلام كما قال له موسى: ((أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْس)) [الكهف:74] أنه كَانَ قد طبع كافراً مخالفاً لبقية النَّاس، وأن له حكماً خاصاً، وهو أنه خلق كافراً، ولهذا كَانَ حكمه مخالفاً ومغايراً لحكم سائر الناس، فإنهم يدعون فإن أسلموا وإلاّ قتلوا.
فالمقصود أنه لا خلاف بين المسلمين في أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد فطر النَّاس وغرس في أذهانهم الدلائل والبراهين عَلَى معرفته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والاتجاه إليه وحده لا إِلَى أحد سواه.