سميت المعاصي التي لا تخرج صاحبها من الملة شركاً تعظيماً لشأنها، وأنها أقرب شيء إليه، ولأن علاقتهما به واضحة، وهي أكبر في درجة المعصية من مجرد المعاصي، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمى الرياء: الشرك الأصغر حينما قال لأصحابه: {أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فلما سئل عنه؟ قَالَ: الرياء}.
أما الذين هم خارجون من الملة، يتقربون لغير الله، ويعبدونه رأساً من اللات أو العزى أو فرعون أو الأحبار أو الرهبان أو كائناً من كان، فهَؤُلاءِ يدعونه رأساً.
أما المرائي فإنه يعبد الله من أجل غير الله، فهذا قريب ويلتحق بذلك، وهو أكبر من مجرد المعصية، ولهذا سمي شركاً وهو أصغر؛ لأنه لا يخرج من الملة.
فمثلاً: الحلف بغير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا بد أن نفصل فيه:
فإذا حلف بغير الله، معتقداً أن للمحلوف به ما لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى من التعظيم والمقام والقدر فسوى بين الله وبين أحد من خلقه، فهذا شرك أكبر يخرج صاحبه من الملة من أجل ذلك الاعتقاد فهذا اللفظ يعبر عن اعتقاد، وبمجموعهما خرج من الملة، أو فبالاعتقاد وحده وإن لم يحلف يخرج من الملة، لأن من ساوى بين الله وبين أحد من خلقه في الاعتقاد فقد خرج من دين الإسلام