تقدم أن ذكرنا أن شرطي الشَّفَاعَة هما: رضا الله عن المشفوع له، وإذنه للشافع ، فلذلك لا تكون الشَّفَاعَة، إلا لأهل التوحيد؛ لأن الله تَعَالَى يرضى أن يشفع لأهل التوحيد، ولا يرضى أن يشفع لأهل الكفر والشرك، وإذن الله تَعَالَى للشافع بأن يأذن للملائكة أو الأَنْبِيَاء أو الصالحين من المؤمنين أن يشفعوا لمن شاء سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ ولذا قال: ((مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ))[البقرة:255]، وقَالَ: ((وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى))[الأنبياء:28] فلا يشفعون إلا لمن ارتضى، ولا يشفعون إلا بإذنه.