إن سبب الخلاف يرجع إِلَى الخلاف في ثبوت الأحاديث، وإن كَانَ الأظهر -على قاعدة المحدثين- أن الحوض خاص به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن حديث
{إن لكل نبي حوضاً} قال فيه
التِّرْمِذِيّ إن المرسل أصح، أي: أنه ورد مرسلاً صحيحاً، ورفع هذا الحديث لا يصح.
وأيضاً الرواية الأخرى فيها ضعف ذكر هذا
الأرنؤوط فقَالَ: أخرجه
التِّرْمِذِيّ: في صفة القيامة، باب ما جَاءَ في صفة الحوض من حديث
سمرة بن جندب قَالَ: قال رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{إن لكل نبي حوضاً وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارده، وأني أرجو أن أكون أكثرهم وارداً} يقول: قال
التِّرْمِذِيّ ورد مرسلاً والمرسل أصح هذا الذي في
التِّرْمِذِيّ، ثُمَّ يقول: (وذكر
الهيثمي في
المجمع قَالَ: ورواه
الطبراني وفيه
مروان بن جعفر السُمري وثقه
ابن أبي حاتم، وقال
الأزدي: يتكلمون فيه، وبقية رجاله ثقات).
أما الشيخ
الألباني فقَالَ: حديث حسن، أخرجه
التِّرْمِذِيّ وقَالَ: غريب، ثُمَّ ذكر أنه ورد مرسلاً، وقَالَ: وهو أصح، ورواه
الطبراني أيضاً كما في
المجمع وقَالَ: (وفيه
مروان بن جعفر السمري وثقه
ابن أبي حاتم، وقال
الأزدي: يتكلمون فيه وبقية رجاله ثقات، ثُمَّ وجدت ما يقوي الحديث فخرجته في الصحيحة...) اهـ.
فلا بأس بالأخذ بأحد القولين: قول من يرى بأن هذه الطرق الضعيفة يجبر بعضها بعضاً، فيثبت بها أنَّ لكل نبي حوضاً، وقول من يرى بأن هذه الطرق ضعيفة جميعاً وبأن الاختصاص في قوله تعالى:
((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)) [الكوثر:1] فيه إشعار بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فُضل أو خصص بذلك من دون الأَنْبِيَاء.11>