لقد كَانَ مؤدب ومعلم مروان: هو الجعد بن درهم ولهذا لا نستغرب أن تسقط دولة مروان؛ لأن من كَانَ المبتدعة أساتذته وهم الذين يربونه؛ لم تكن عاقبته إلا الخسارة.
ولذلك يقال لـمروان: مروان الجعدي، لأنه اشتهر به لكثرة ملازمته وتربيته له، والجعد بن درهم لما أن أظهر بدعة القول بأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يتكلم، ولم يكلم موسى عَلَيْهِ السَّلام ولا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يكلم أحداً مطلقاً وأنكر أيضاً أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُحِبُ أو يُحَبُ، وأنكر أن يكون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اتخذ إبراهيم، ومحمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خليلين.