المرتبة العاشرة الخلة: وهي التي من أجلها جئنا بهذه المراتب، لنصل إِلَى أعلى درجات المحبة وهي الخلة، فالخلة هي أعلى ما يتصور من درجات المحبة، حتى في كلام العرب، يقول الشاعر:
قد تخللتِ مسلك الروح مني            ولذا سمي الخليل خليلاً
أي الذي تخللت محبته مسالك القلب ومسالك الروح فهذا يسمى خليل، وأما بالنسبة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما قَالَ: {لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً} لأنه قد اتخذا الله خليلاً، فمحبة الله قد تخللت مسالك الروح منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يزاحمه أحد من المخلوقين عَلَى الإطلاق، وكذلك بالنسبة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فإن الله تَعَالَى يحبه محبة لا يحبها أحداً من العالمين، يحب إبراهيم ويحب محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محبة لا يحبها غيرهما من الناس.
وأما المعنى اللغوي وهو: التخلل، فلا يكون إلا في حق المخلوقين ليس في حقه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

هذه هي المراتب العشر، وكما يقول المصنف: [إنه قد قيل فيها غير ذلك]، فقد قيل: إنها من باب المترادفات، وقيل: إن لها تفسيراً آخر، لكن هذا الترتيب من أفضل أنواع الترتيب، ومن تأمله وجد أنه من أحسن ما ذكر في الترتيب.