قد يقَالَ: إن بعض الكذابين ظهر لهم شأن، كـمسيلمة الكذاب والأسود العنسي فإنه قد تبعهما بعض الناس، وظهر لهما شيء من الأمر، لكن الله عَزَّ وَجَلَّ خذلهم وأذلهم، ونصر جنده عليهم، ومن عرفهم علم أنهم عَلَى غير هدى، وأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لم ينصرهم ولم يؤيدهم، وإنما فتنهم وفتن بهم ولكن هذا الرجل الذي جَاءَ من أمة أمية، ويأتي للعالمين بالنور وبالضياء المبين، وبالهدى والرشاد، وهذا لا يمكن أن يكون إلا من عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
فمن كَانَ مؤمناً بالله تَبَارَكَ وَتَعَالَى من أي دين، ومن أي جنس فعليه أن يؤمن بأن هذا رسوله حقاً.