لم يورث الأَنْبِيَاء ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {نَحْنُ الأَنْبِيَاء لا نورث ما تركناه صدقة}،
فهل بعد هذا يتهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه يريد عرضاً من أعراض الدنيا، وإن كَانَ الأَنْبِيَاء يريدون الجاه، فلماذا قتلوا؟ ومنهم من عذب، ونبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقي من العنت والشدائد، ولقي من الأذى الشيء الكثير، إن من يحصل له هذا لا يريد الجاه وهكذا نجد أن الدلائل القطعية الثابتة عَلَى صدق نبوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي أبين من الشمس في رابعة النهار، وأن الذين كذبوه إنما هم كما قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ((فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ))[الأنعام:33].